Dec 2, 2020

يوم في الفانية



لحظة صدق و شعور عالٍ جدا بالسكينة و بالمعنى الحقيقي للحياة.. 

هي رحلة.. 


 رحلة مليئة بالصدف، مليئة بالحب، و الأحلام و التوقعات و السعي.. 

كل ما فيها زائل و لكن جميل، بإيجابياته و سلبياته جميل، كل من عليها جميل بقبحه و وسامته جميل، كل المشاعر التي تجتاحنا و نحن في هذه الرحلة صاااااادقة و تستحق الفخر، المخزي منها و المشرّف،المحزن منها و المفرح..

لو اننا نظرنا لأنفسنا بعين الناظر لطفل صغير عفوي يخطىء و ينجز..

يمشي ثم يقع..

 ثم يقف ثم يتعثر..

 ثم يرقص ثم يغفو من التعب..

 ثم يستمر في اليوم التالي بلا مخططات عملاقة.. 

، لو كنت ذاك الناظر لهذا الكائن الصغير لأحببت تلك التفاصيل كما هي بعشوائيتها و عفويتها لأن جمال تفاصيله تكمن في انها غير مصطنعة او مثالية..

لنحاول النظر لأنفسنا بعين اكثر تسامحنا كما مع ذاك الصغير الافتراضي، لنحاول ان نحب المنظومة الكونية التي نحن وسط عجلتها نسير.. 

و نركض احيانا.. 

و نلهث احيان أخرى.. 

لنتخذ قرار الرجوع للوراء خطوتين و الجلوس على كرسى و اخذ نفس عميق، و متعة مشاهدة حياتنا عن بعد قليلا، حتما سنكون اكثر تسامحاً مع ذواتنا و حبا لها بعيوبها و مميزاتها، حتما سنستشعر قيمة الرحلة و ندرك ان جمالها في انها ليست دائما جميلة..

لنتوقف عن لعب دور الضحية كثيرا، و دور المحارب المغوار احيان اخرى.

لنحاول فقط أن نمر بسلام، نترك الأثر الجميل  و الطيب وراءنا، و لنحتفل بما هو ابقى و ما نحن آخذون معنا هناك. 

هناك حيث نهاية الرحلة تتزامن مع بداية أخرى.. 

اكثر قيمة.. 

و لا تفنى.. 

No comments: